التعلم حق مشروع للجميع
بما أن الإنسان هو جوهر الثروات الوطنية في المجتمعات وبناؤه الصحيح هو البناء الصحيح لكل كيان اجتماعي، لذلك يجب بناء الخامات، وهم التلاميذ، بناء صحيحاً وسليماً ليكون التقدم الحضاري للمجتمع مضموناً وبشكل تقني سليم.
ونجد في كل مجتمع نسبة عالية تقارب (95%) هي الحالات المتوسطة في كل شيء وهناك فئة قليلة عالية الذكاء ونسبة قليلة ضغينة الذكاء وكلاهما بحاجة إلى رعاية خاصة وموضوعنا هو النسبة الضعيفة. وهم الذين نسميهم ذوي الاحتياجات الخاصة في تطوير قدراتهم وذلك من خلال التشخيص الدقيق لكل حالة ذات احتياج خاص بها.
والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
هم الأطفال الذين ينحرفون عن مستوى الخصائص الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الاجتماعية عن أقرانهم في مثل سنهم لذلك يحتاجون إلى خدمات تربوية خاصة لنصل بهم إلى أفضل درجة تصل إليها قدراتهم.
ووجد التربويون أن دمج هؤلاء الأطفال ضمن مجتمعهم هو السياسة الأفضل لتطوير قدراتهم خاصة في عصر الثورة التقنية الحديثة والتي تهيئ للطفل التأهيل الصحيح من خلال خطط علمية اقتصادية صحيحة.
ونجد أن نسبة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ترتفع كلما انتشرت الحروب والكوارث وازداد تدني المستوى المعيشي وانتشر المرض. وقد وصل عدد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 150 مليون طفل في العالم. أي نسبتهم إلى العاديين هي 10-12%. وهذه النسبة في ارتفاع بدل أن تتناقص مع تطور العلم. لكن الأطماع الاقتصادية والاستيلاء على ثروات الشعوب وتفشي الفساد في الاستيلاء على مصادر الثروات في العالم ليسيطر عليها قلة من الأفراد ويحرم من عائداتها الأعداد الكبيرة فيسود الفقر ونقص الغذاء والدواء ويزداد عد هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى الحروب التي تشمل الأطفال والمناطق الآهلة بالسكان المدنيين وتعرضهم لأضرار الحروب. جميع هذه الأسباب أدت إلى ازدياد وتزايد أعداد المصابين بشكل كبير وسريع.
ومن أبسط حقوق هؤلاء الأطفال أن يتلقوا الرعاية اللازمة ليعيشوا ضمن مبدأ المساواة مع جميع أفراد مجتمعهم والعناية بهم جزء من خطة التنمية الشاملة في أي مجتمع. وفي عام 1975 صادقت منظمة الأمم المتحدة على إعلان حق الطفل المحروم جسدياً أو ذهنياً أو اجتماعياً في العلاج والتربية والعناية الخاصة التي تتطلبها حالته.
والمدرسة هي أهم المؤسسات الاجتماعية بعد الأسرة التي يقع على عاتقها إعداد جيل المستقبل لكل مجتمع ورعايته وتأهيله ليصبح فرداً نافعاً لنفسه ومجتمعه من خلال تحقيق احتياجاته وتنمية قدراته.
وتتمثل بتقديم العارف والنشاطات والمهارات التي يحتاجها وفقاً لقدرته على تقبلها وإيجاد الوسائل والأساليب لتوصيلها لجميع أفراد بشكل عادل.
ويجب تهيئة الظروف التعليمية في المدارس وداخل قاعات الدراساة لجعل عملية التعليم مرغوبة ومناسبة لجميع الأفراد مع وجود فروق فردية بينهم. وهنا تظهر لدينا مشكلة كيف نعد المعلم ونطور قدراته ليستطيع التعامل مع جميع الفروق الفردية من التلاميذ؟
أولاً- نفكر بتطوير المنهج الدراسي ليكون متكيفاً مع جميع الحالات. وعلينا أن نميز بين ما نهدف إليه وما هو في الواقع. إذ نصادف في تطبيق المنهج الدراسي من قبل المعلمين في الصفوف تغييراً واضحاً منه ماهو إيجابي. وهناك ما هو سلبي.
وتظهر حالات صعوبات التعلم التي يرجعها المعلمون دائماً إلى عدم تجاوب التلاميذ وأن المشكلة في التلميذ وليس في زيادة مهارة المعلم. وتنشأ مشاكل أخرى عن ذلك منها فروق في المعاملة بين التلميذ المتجاوب وغير المتجاوب وينتج عن ذلك كره التلاميذ للتعلم وتهربهم من المعلم وبالتالي تفاقم المشكلة.
لذلك علينا أن نتخذ خطوات لإيجاد طرق جديدة لتحقيق استجابة التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في صفوف الدراسة. وتعتمد خطتنا على أن صعوبات التعلم منها ما هو صادر عن التلاميذ ومنها ما يرجع أساساً إلى سياسة وأساليب المعلمين وعلاقتهم مع تلاميذهم.
كيف نجعل عملية التعليم أكثر استجابة لاحتياجات التلاميذ الفردية؟
هناك عدة عوامل منها:
*- إعداد المعلم الناجح والمحب لعمله.
*- إعداد المنهج التربوي المناسب لجميع الفروق الفردية.
*- إعداد أساليب تعليم فعالة وتأمين احتياجات التعليم.
*- أن يتعرف المعلم إلى قدرات تلاميذه ليتوصل إلى تأمين احتياجاتهم.
*- تعزيز التلاميذ وتشجعيهم لمعرفة قدراتهم ومساعدتهم على تطويرها.
*- تأمين الأجهزة والأدوات والوسائل اللازمة لمساعدة المعلم.
وليكون المعلم أكثر فعالية وليصل إلى تحقيق أهداف التعليم عليه التأكيد على:
*- الهدف الذي يريد أن يحقق مع التلاميذ.
*- التنوع في الأساليب لجعل عملية التعليم جذابة ومشوقة.
*-المراقبة والملاحظة للتوصل إلى معرفة اهتمامات ومعارف وقدرات التلاميذ.
*- المهارة في استخدام الوسائل والموارد المتوفرة.
*- التعاون بين الزملاء ومع التلاميذ للاستفادة من جميع المهارات.
أهم عوامل نجاح أي مشروع عمل هو معرفة الهدف الذي نسعى إليه. وكلما كان الهدف بسيطاً وواضحاً ومناسباً لقدرات التلميذ كان تحقيقه أسهل ونجاح تحقيقه مضموناًَ.
ويسهل عملية التعلم إيجاد ترابط بين ما يملكون من قدرات وخبرات وبين ما يهدفون تحقيقه و مشاورتهم في أداء النشاط المناسب لتحقيق الهدف ليكون صادراً عنهم فيكون تفاعلهم لتحقيقه أكيد.
ويشرح المعلم للتلميذ الهدف بأسلوب بسيط وقريب من فهمه ويعلمه كيف يؤديه والوقت اللازم لإنجازه، وبذلك يتوصل التلميذ لمعرفة ما هو الجهد اللازم للإنجاز وتنشأ لديه قناعة بفائدة عمله ويجد المتعة في إنجازه ويرجع ذلك لمهارة المعلم في خلق الجو المشوق والأسلوب السهل الممتع لذلك التنوع في الأساليب لإنجاز الهدف.
التعليم فن يتقنه المعلم المحب لعمله والذي يتبع الأسلوب المسلي المشوق مع دمج دافع التحدي لتحفيز قدرات التلاميذ على التجاوب وبذل الجهد. وكلما كان المعلم متواصلاً مع تلاميذه توصل لمعرفة كيفية جذبهم واستثارة قدراتهم. وهي عوامل إيجابية لنجاح المعلم في أسلوبه التربوي. وكلما تقرب منهم وحقق رغباتهم بذلوا الجهد لإرضائه. وهذا يدفعهم لاستخدام أقصى قدراتهم للتوصل إلى أفضل أسلوب لتحقيق الهدف.
وعلى المعلم استخدام التنوع في الأساليب. وهذا يفسح المجال لاختيار الطريقة المناسبة لاجتذاب التلاميذ ولتحقيق رغباتهم وتلبية احتياجاتهم.
كما أن التنوع يفسح المجال لتحقيق الفروق الفردية بين التلاميذ فيختارون ما يناسب قدراتهم من الأساليب المتعددة فيزيد من ثقتهم بأنفسهم عندما يحققون الهدف بنجاح.
وكذلك على المعلم الاستعانة بالوسائل البيئية المحيطة والمستخدمة في الحياة اليومية لأنها تساعد في الاعتماد على الخبرة اليومية لدى التلميذ. وهنا يعرض المعلم على التلاميذ عدة أنشطة ليختاروا منها ما يناسبهم ويقدمون على تنفيذها برغبة ذاتية لأنها من اختيارهم ويتعرف المعلم على رغباتهم.
وهذا يؤدي إلى توصل المعلم لمعرفة رغبات وميول التلاميذ ويجعله يتبع الأسلوب والنشاط الذي يرغبون أدائه. وبذلك يكون النجاح في إنجاز العملية التعليمية أكثر ضماناً، والتجاوب من التلاميذ أكبر.
ويسعى المعلم لاستخدام كل ما هو متوفر في البيئة المحيطة كوسائل مساعدة لتوصيل الخبرة والمعرفة للتلاميذ. وكلما استخدم المعلم الأنشطة الصفية في المدرسة والبيئة المحيطة كانت النتائج أنجح. لأن التلاميذ يقدمون خبراتهم.
التعاون مع التلاميذ لمعرفة مدى صحة ما يقومون به من مهارات. وذلك بأخذ آراء التلاميذ في أداء بعضهم البعض وفي إعطاء الرأي بصحة أداء بعض التلاميذ عند أداء مهارة ما وإثارة التلاميذ للتعاون فيما بينهم. إضافة إلى تعاونه معهم لتسهيل أداء المهارة. وبذلك نستطيع التوصل لنتائج أفضل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق