موضوع متكامل عن نهر النيل


معنى الكلمة

ترجع تسمية "النيل" بهذا الاسم 

نسبه إلي المصطلح اليوناني Neilos ((باليونانية: Νειλος)، 

كما يطلق عليه في اليونانية 

أيضا اسم Aigyptos ((باليونانية: Αιγυπτος) 

وهي أحد أصول المصطلح الإنجليزي لاسم مصر Egypt




ونهر النيل أطول أنهار الكرة الأرضية 

يقع في الجزء الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، 

ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا - الواقعة بوسط شرق القارة - 

ثم يتجه شمالا حتى المصب في البحر المتوسط، 

بإجمالي طول 6650 كم (4132 ميل). 

يغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم²، 

ويمر مساره بعشر دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل.


و حوض النيل هو مسمي يطلق علي 10 دول إفريقية يمر فيها نهر النيل؛ 

سواء تلك التي يجري مساره مخترقا أراضيها، 

أو تلك التي يوجد علي أراضيها منابع نهر النيل، 

أو تلك التي يجري عبر أراضيها الأنهار المغذية لنهر النيل. 

ويغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم² 

من المنبع في بحيرة فكتوريا وحتي المصب في البحر المتوسط.



قائمة دول حوض النيل مرتبة ترتيبا أبجديا عربيا:

* أوغندا

* إثيوبيا

* السودان

* الكونغو الديمقراطية

* بوروندي

* تنزانيا

* رواندا

* كينيا

* مصر




* خلفية تاريخية:



بدأت محاولات الوصول إلي صيغة مشتركة للتعاون بين دول حوض النيل 

في 1993 من خلال إنشاء أجندة عمل مشتركة لهذه الدول 

للاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها حوض النيل.


في 1995 طلب مجلس وزراء مياه دول حوض النيل 

من البنك الدولي الإسهام في الأنشطة المقترحة، 

وعلي ذلك أصبح كل من البنك الدولي، 

صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية 

شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات العمل بين دول حوض النيل.



في 1997 قامت دول حوض النيل 

بإنشاء منتدى للحوار من آجل الوصول لأفضل آلية مشتركة للتعاون فيما بينهم، 

ولاحقا في 1998 تم الاجتماع 

بين الدول المعنية – باستثناء إريتريا في هذا الوقت – 

من أجل إنشاء الآلية المشتركة فيما بينهم.


في فبراير من العام 1999 تم التوقيع علي هذه الاتفاقية 

بالأحرف الأولي في تنزانيا من جانب ممثلي هذه الدول، 

وتم تفعيلها لاحقا في مايو من نفس العام، 

وسميت رسميا باسم: "مبادرة حوض النيل"، 

(بالإنجليزية: Nile Basin Initiative) وتختصر NIB.


* الرؤية والأهداف:



تهدف هذه المبادرة إلي التركيز علي ما يلي:

1. الوصول إلي تنمية مستدامة 

في المجال السوسيو-إجتماعي، 

من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة 

التي يوفرها حوض نهر النيل.


2. تنمية المصادر المائية لنهر النيل بصورة مستدامة لضمان الأمن، 

والسلام لجميع شعوب دول حوض النيل.


3. العمل علي فاعلية نظم إدارة المياه بين دول حوض النيل، 

والاستخدام الأمثل للموارد المائية.


4. العمل علي آليات التعاون المشترك بين دول ضفتي النهر.


5. العمل علي استئصال الفقر والتنمية الاقتصادية بين دول حوض النيل.


6. التأكد من فاعلية نتائج برنامج التعاون بين الدول، 

وانتقالها من مرحلة التخطيط إلي مرحلة التنفيذ.



* مجالات التعاون:



* المياه

* تنوع الأحياء المائية

* استئصال الفقر

* الغابات

* الجفاف

* إطارات التنمية المستدامة

* الطاقة من أجل التنمية المستدامة

* الزراعة

* حفظ وإدارة الموارد الطبيعية

* التنمية المستدامة في القارة الإفريقية

* تغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج الغير صحية

* التنمية المستدامة في ظل العولمة


رحلة النهر العظيم


يتكون نهر النيل من فرعين رئيسيين: 

يقوما بتغذيته وهما: "النيل الأبيض"(White Nile) في شرق القارة، 

و"النيل الأزرق"(Blue Nile) في إثيوبيا. 

يشكل هذين الفرعين الجناح الغربي للصدع الإفريقي الشرقي، 

والذي يشكل – بدوره – 

الجزء الجنوبي الإفريقي من الوادي المتصدع الكبير(Great Rift Valley).




النيل الأبيض:




تعتبر بحيرة فيكتوريا Lake Victoria) 

هي المصدر الأساسي لمياه نهر النيل. 

تقع هذه البحيرة علي حدود كل من أوغندا، تنزانيا وكينيا، 

وهذه البحيرة بدورها تعتبر ثالث البحيرات العظمي. بالتوازي، 

يعتبر نهر روفيرونزا - Ruvyironza) - 

في بوروندي هو الحد الأقصى لنهر النيل، 

وهو يشكل الفرع العلوي لنهر كاجيرا Kagera). 

يقطع نهر كاجيرا مسارا طوله 690 كم (429 ميل) 

قبل دخوله إلي بحيرة فيكتوريا.

بعد مغادرة بحيرة فيكتوريا، 

يعرف النيل في هذا الجزء باسم نيل فيكتوريا Victoria Nile)، 

ويستمر في مساره لمسافة 500 كم (300 ميل) 

مرورا ببحيرة كييوجا - Lake Kyoga) - 

حتى يصل إلي بحيرة ألبرت Lake Albert).

بعد مغادره بحيرة ألبرت، يعرف النيل باسم نيل ألبرت Albert Nile)، 

ثم يصل النيل إلي السودان ليعرف عندها باسم بحر الجبل، 

وعند اتصاله ببحر الغزال يمتد النيل لمسافة 720 كم (445 ميل) 

يعرف فيها باسم النيل الأبيض، 

ويستمر النيل في مساره حاملا هذا الاسم 

حتى يدخل العاصمة السودانية الخرطوم.





النيل الأزرق:




يشكل النيل الأزرق نسبة (80-85%) من المياه المغذية لنهر النيل، 

ولكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط 

بعد الأمطار الموسمية علي هضبة إثيوبيا، 

بينما لا يشكل في باقي أيام العام نسبه كبيرة 

حيث تكون المياه فيه ضعيفة أو جافه تقريبا.

ينبع هذا النهر من بحيرة تانا - Lake Tana) - 

الواقعة في مرتفعات إثيوبيا بشرق القارة. 

بينما يطلق عليه اسم "النيل الأزرق" في السودان، 

ففي إثيوبيا يطلق عليه اسم "آبباي" Abbay). 

ويستمر هذا النيل حاملا اسمه السوداني 

في مسار طوله 1,400 كم (850 ميلا) 

حتى يلتقي بالفرع الآخر – النيل الأبيض – 

ليشكلا معا ما يعرف باسم "النيل" منذ هذه النقطة 

وحتى المصب في البحر المتوسط.



النيل


بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق ليشكلا معا النيل، 

لا يتبقي لنهر النيل سوي رافدا واحدا لتغذيته بالمياه 

قبل دخوله مصر ألا وهو نهر عطبرةAtbarah)، 

والذي يبلغ طول مساره 800 كم (500 ميل) تقريبا. 

ينبع هذا النهر من المرتفعات الإثيوبية أيضا، شمالي بحيرة تانا، 

ويتصل بنهر النيل علي مسافة 300 كم (200 ميل) بعد مدينة الخرطوم.




ويعتبر النيل في السودان مميزا لسببين:



* أولهما: مروره علي 6 سدود؛ 

بدء من أسوان – في مصر – 

وحتى السادس في سابا لوكا (إلي الي شمال الخرطوم).

* ثانيهما: تغيير مسار النيل؛ 

حيث ينحني مسار النيل في اتجاه جنوبي غربي، 

قبل أن يرجع لمساره الأصلي – شمالا – حتى يصل للبحر المتوسط. 

ويطلق علي هذا الجزء المنحني 

اسم "الانحناء العظيم للنيل" Great Bend of the Nile)



بعد عودته لمساره الأصلي، يعبر النيل الحدود المصرية السودانية، 

ويستمر في مساره داخل مصر بطول 270 كم (170 ميل) 

حتى يصل إلي بحيرة ناصر - Lake Nasser) - 

وهي بحيرة صناعية تقع خلف السد العالي. 

وبدء من عام 1998 انفصلت بعض أجزاء هذه البحيرة غربا بالصحراء الغربية 

ليشكلوا بحيرات توشكي Toshka Lakes).


وعودة إلي مساره الأصلي في بحيرة ناصر، 

يغادر النيل البحيرة ويتجه شمالا حتى يصل إلي البحر المتوسط. 

علي طول هذا المسار، ينفصل جزء من النهر عند أسيوط، 

ويسمي بحر يوسف Bahr Yussef)، ويستمر حتى يصل إلي الفيوم.


ويصل نهر النيل إلي أقصي الشمال المصري، 

ليتفرع إلي فرعين: فرع دمياط شرقا وفرع رشيد غربا، 

ويحصران فيما بينهما دلتا النيل (بالإنجليزية: Nile Delta) 

وهي تعتبر علي قمة قائمة الدلتا في العالم، 

ويصب النيل في النهاية عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط 

منهيا مساره الطويل من أواسط شرق إفريقيا وحتى شمالها.




فيضان النيل




منذ فجر التاريخ، اعتمدت الحضارات 

التي قامت على ضفتي النيل على الزراعة، 

كنشاط رئيسي مميز لها، خصوصا في مصر 

نظرا لكونها من أوائل الدول التي قامت علي أرضها حضارات، 

لهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبري في الحياة المصرية القديمة. 

كان هذا الفيضان يحدث بصورة دورية في فصل الصيف، 

ويقوم بتخصيب الأرض بالمياه اللازمة لما قام الفلاحون بزراعته 

طوال العام في انتظار هذه المياه.


ففي مصر الفرعونية، ارتبط هذا الفيضان بطقوس شبه مقدسة، 

حيث كانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. 

كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالات 

في صورة نحت على جدران معابدهم ومقابرهم 

والأهرامات لبيان مدى تقديسهم لهذا الفيضان.


وقد ذكرت الكتب السماوية المقدسة (الإنجيل والقرآن) 

قصة نبي الله يوسف مع أحد فراعنة مصر حينما قام بتأويل حلمه 

حول السنابل السبع والبقرات السبع، 

مما ساهم في حماية مصر من مخاطر الفيضان في هذه الفترة 

لمدة سبع سنوات رخاء وسبع سنوات عجاف.


وفي مصر الإسلامية، اهتم ولاتها بالفيضان أيضا، 

وقاموا بتصميم "مقياس النيل" 

في العاصمة القاهرة للقيام بقياس دقيق للفيضان. 

وما زال هذا المقياس قائما لليوم في "جزيرة الروضة" بالقاهرة.



مقياس النيل يقع في الطرف الجنوبي لجزيرة الروضة بمدينة القاهرة بمصر. 

كان يستخدم لقياس فيضان النيل، 

وعلى أساسه يتم تحديد الضرائب في العام الزراعي المقبل.

جدد مقياس النيل سنة 247هـ/861 م بأمر من الخليفة المتوكل العباسي.



أما في العصر الحديث، ففي عام 1980 

شهدت دول حوض النيل جفافا نتيجة لضعف فيضان النيل، 

مما أدى إلى نقص المياه وحدوث مجاعة كبري في كل من السودان وإثيوبيا، 

غير أن مصر لم تعان من آثار تلك المشكلة 

نظرا لمخزون المياه ببحيرة ناصر خلف السد العالي.




الأهمية الاقتصادية:


يشكل حوض النيل تنوعا جغرافيا فريدا، 

بدء من المرتفعات في الجنوب ويقل الإرتقاع 

حتي يصل إلي سهول فسيحة في أقصي الشمال. 

ولذلك نهر النيل هو النهر الوحيد 

الذي يجري من الجنوب إلي الشمال تبعا لميل الأرض.


يشكل النيل أهمية كبري في اقتصاديات دول حوض النيل، 

ففي مجال الزراعة يعتمد المزارعون في كل دول حوض النيل 

علي مياهه من أجل ري محاصيلهم. 

ومن أشهر هذه المحاصيل: 

القطن، القمح، قصب السكر، البلح، البقوليات، والفواكه الحمضية.



وفي مجال الصيد فيعتمد الصيادون علي الأسماك النيلية المتوفرة فيه، 

ويعتبر السمك من الأكلات المفضلة للكثير من شعوب هذه الدول. 

كما يشتهر نهر النيل بوجود العديد من الأحياء المائية 

أهمها تمساح النيل والذي بتواجد في أغلب مسار النيل.





أما في مجال السياحة، 



ففي مصر والسودان فتقوم عليه أحد أنواع السياحة 

وهي "السياحة النيلية"، في كل من مصر والسودان، 

حيث تبحر الفلوكة حاملة السياح وزائرو البلاد 

في كل من قنا، الأقصر وأسوان بمصر، وبين السدين الثالث 

والرابع في شمال السودان، بين جوبا وكوتشي. 




لمحات عامة حول النهر:


الاستكشافات في القرن التاسع عشر

ظل نهر النيل يمثل لغزا غامضا للكثيرين 

حتى منتصف القرن التاسع عشر. ففي عام 1858 

استطاع المستكشف الإنجليزي

جون هاننج سبيك (بالإنجليزية: John Hanning Speke) 

الوصول إلي بحيرة فيكتوريا. 

أما نظيره صاموئيل وايت بيكر (بالإنجليزية: Samuel White Baker) 

فقد استطاع الوصول إلي بحيرة ألبرت في عام 1864.

بعدهما قام المستكشف الألماني 

جورج أوغست شوينفروث (بألمانية: Georg August Schweinfurth) 

باستكشاف بحر الغزال في الفترة بين عامي 1868 و1871، 

بينما قام نظيره الأنجلو أمريكي 

هنري مورتون ستانلي (بألمانية: Henry Morton Stanley) 

باستكشاف بحيرة فيكتوريا في عام 1875 

وتبعها بالوصول إلي بحيرة إدوارد عام 1889. 

وهكذا حل لغر النهر الذي ظل غامضا للآلاف السنين.



الاستكشافات في القرن الحادي والعشرين:



حديثا في 14 يناير 2004، 

قام "هندري كوتزي" (بالإنجليزية: Hendri Coetzee) 

من جنوب إفريقيا برحلة للإبحار في النيل الأبيض، 

وتعتبر أول رحلة للإبحار في هذا النهر بطول مساره. 

وقد استغرقت هذه الرحلة 4 أشهر وأسبوعان، 

حتى وصل إلي مدينة رشيد المصرية علي البحر المتوسط. 

وتعتزم ناشيونال جيوجرافيك إنتاج فيلم وثائقي 

عن هذه الرحلة في نهاية عام 2005 

بعنوان "The Longest River" (أي "أطول الأنهار" بالعربية.)


أما في 28 ابريل 2005 

فقد قام الجييولوجي "باسكال سكاتوررو" (بالإنجليزية: Pasquale Scaturro) 


وشريكه "كياكار" (بالإنجليزية: kayaker) 

ومخرج الأفلام الوثائقية "جوردون براون" (بالإنجليزية: Gordon Brown) 

برحلة لاستكشاف النيل الأزرق، 

وتعتبر هذه أيضا أول رحلة للإبحار في هذا النهر بطول مساره 

بدء من بحيرة تانا في أثيوبيا، 

وقد وصلوا مدينة الإسكندرية المصرية علي البحر المتوسط. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة